سيد البشر

حين انطفأت شموع التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها‏,‏ وأوشك الظلام الكثيف أن يطبق علي العقل ولم يعد هناك غير قلة قليلة من الغرباء الموحدين شاءت رحمة الله تعالي أن تبعث بآخر رسالات ال سماء الي الأرض‏.‏
ووسط كآبة الحياة وليلها الموحش ونهارها الكئيب‏,‏ جاء شمس الأنبياء
جاء استجابة لدعوة إبراهيم خليل الله تعالي
وجاء تصديقا لبشري عيسي روح الله وكلمته
يصلي عليه الله عز وجل رحمة وبركة‏,‏ وتصلي عليه الملائكة ثناء وحبا ويصلي عليه المؤمنون تكريما وتعظيما‏.‏
قال الله تبارك وتعالي في سورة الأحزاب
إن الله وملائكته يصلون علي النبي‏,‏ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‏.‏
ومن قبله أرسل الله تعالي أنبياءه رحمة لقومهم وزمانهم وأرسله الله تعالي رحمة للعالمين‏.‏
جاء رحمة مطلقة لقومه وزمانه‏,‏ ولما يجئ بعدهم من الأقوام والأزمنة علي تعاقب الأيام وتوالي الدهور‏.‏
قال الله في سورة الأنبياء‏:‏
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين‏.‏
ولقد كان جوهر دعوات الأنبياء السابقين عليه هو الإسلام‏,‏ وكان عنوان رسالته هو الإسلام‏,‏ فتأمل أنت أي إعجاز أن يكون العنوان جوهرا ويكون الجوهر عمقا بلا قاع وقمة بلا نهاية‏.‏
ذلك هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب‏.‏
ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد‏,‏ وسيد أبناء آدم وعبدالله ورسوله‏,‏ ورحمة الله المهداة للبشر‏.‏