Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: طلائع الهجرة(1) الأحد ديسمبر 05 2010, 07:05 | |
| حين أحيط بالمسلمين في مكة..حين حاصرهم طغيان الشرك والظلام.. حين بدا أن أحدا لن يؤمن من قومه أكثر ممن آمن.. أوحي الله تعالي إلي رسوله أن يوعز لأتباعه بالهجرة.. وهكذا أخذ المهاجرون يتركون مكة. وكان من أول المهاجرين أبو سلمة.. وزوجته وابنه.. فلما قرر الخروج قال له أصهاره: لا نتركك تخرج بزوجتك.. ووقع أهله في شقاق مع أصهاره فقالوا لهم: لا نترك ابننا معكم وأخذوا الولد بعد أن تجاذبه الفريقان وكادا يخلعان يده..وهكذا خرج أبو سلمة وحده إلي المدينة.. بغير زوجته وابنه.. وكانت أم سلمة ـ بعد ذهاب زوجها وفراق ابنها ـ تخرج كل يوم إلي الصحراء فتبكي الأسرة التي تناثرت أشلاء حتي رق لها بعض أهلها وسمحوا لها أن تلحق بزوجها ففعلت. أيضا حين أراد صهيب الهجرة قال له كفار مكة: ـ أتيت صعلوكا حقيرا.. فكثر مالك عندنا.. وبلغت الذي بلغت.. ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك والله لا يكون ذلك! قال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي كله.. أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم.. قال: فإني قد جعلت لكم مالي. عندئذ تركوه يخرج وبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب. ومضي المهاجرون يغادرون مكة حتي كادت تخلو من المسلمين.. وأغلقت ديار كثيرة من ديار المسلمين.. ورفرف طائر الصمت الحزين علي أجزاء كثيرة فيها. | |
|