Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: لحظة الانتصار السبت يناير 08 2011, 08:53 | |
| قال أبو يزيد البسطامي: دفعت نفسي إلي الله فأبت علي فتركتها ومضيت.. توقفت طويلا أمام هذه العبارة.. يريد الصوفي أن يقول إنه دفع نفسه إلي الله بمعني أنه حاول أن يحملها علي السير في طريق الحق, ولكن نفسه استعصت وأبت وقاومت.
إنها القصة القديمة.. قصة النفس التي تميل إلي اليسر وتؤثر اللين والدعة وتنفر من صعوبة الحق ومشقته.. هذا الصراع بين الإنسان ونفسه ينتهي في كثير من الحالات بانتصار النفس وهزيمة الإنسان. لم يقاوم أبويزيد نفسه حين استعصت عليه ولاقهرها علي شيء إنما تركها ومضي هو في طريقه انفصل عن نفسه وخاصمها ومضي.. بهذه القسوة يحدثنا الصوفي كيف تعامل مع نفسه. السؤال الذي يثور هنا هل خسر الصوفي نفسه حينما تركها ومضي؟ ان النفس الامارة بالسوء كانت تحدثه أن يرفق بها ويشفق عليها من أهوال الصعود لكن الرجل أدرك أن مستنقع السفح أرق كثيرا من مشقة الصعود. ومن هنا ترك نفسه ومضي.. انقسم وخاصم دون كلام كثير.. واستمر يصعد وحده.. انخلع من نفسه ومضي قلبه وحده في طريق الحقيقة.. وبهذا الحل الحاسم الدرامي كسب الرجل نفسه.. إن النفس تتبع الفؤاد ولاريب أنها أسرعت خلفه مثل كلب تركه سيده في الطريق وراح يصعد الجبل.. انتصرت نفسه وتبعته فكسب الرجل نفسه ولو طاوعها لخسرها وكسب العالم. يقول السيد المسيح: ماذا يجدي لو خسر المرء نفسه وكسب العالم؟ | |
|