Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: لصوم فى شهر أغسطس مشقة محتملة وحلول واردة الثلاثاء أغسطس 02 2011, 10:24 | |
| الصوم فعل يلجأ إليه كل الأحياء. عرفته الطيور والحيوانات والأسماك قبل الإنسان فمنهم من يلجأ إلى الصوم الاختيارى فى فترات محددة من دورة حياته التى تتابع ما بين حرارة الحركة وبرودة الكمون والبيات الشتوى. عرفه الإنسان أيضا حينما تعددت حضاراته المختلفة فى أنحاء الأرض وتكونت العقائد وترسخت الأديان. اعتنق الإنسان الأديان ولم يختلف معنى الصوم وإن اختلفت طريقة أدائه. يصوم المسلمون والمسيحيون بمختلف طوائفهم واليهود وأصحاب معتقدات الشرق من البوذيين والهندوس والسيخ حتى طائفة المورمون كل له طقوسه فى الصيام الذى يعكس إيمانا بالإله ورغبة فى طاعته والتقرب إليه.
فى أيامنا أخذ الصوم أبعادا جديدة فالإضراب عن الطعام وسيلة احتجاج وطريقة للضغط والصوم وسيلة لخفض الوزن وتخليص الجسم من السموم وفعل مقاوم للأمراض وزحف الشيخوخة!
الصوم كفريضة أمر غير قابل للمناقشة أما ما بقى منه فللعلم فيه رأى قد يعيننا عليه، خاصة حينما يتحتم الصوم فى شهر أغسطس.
يأتى شهر رمضان هذا العام فى أكثر أوقات السنة حرارة ليصوم المسلمون عن الطعام والشراب فى بدايته فترة لا تقل عن خمس عشرة ساعة يوميا.
حقا لقد فرض سبحانه وتعالى المشقة على من يطيقها ومنح بسخاء رخصا عديدة للمريض والمسافر وغير القادر فمن غيره أعلم بمن خلق فسوى.
قد يبدو صوم الشهر الكريم محتملا فى نهار الشتاء القصير أما المشقة الحقيقية فتأتى فى نهارات الصيف قاسية الحرارة، فكيف يمكن للقادرين منا مواجهة تلك المشقة وأداء الفريضة فى يسر وصحة؟
● تأثيرات الصيام على الجسم:
الجلوكوز هو وحدة الطاقة فى جسم الإنسان فإذا امتنع الإنسان عن الطعام لفترة تتراوح بين 4 ــ 8 ساعات بدأ البحث عن مصدر داخلى للطاقة فيبدأ باستخدام ما يدخره الكبد من الجليكوجين (glycuogen) ليتم تكسيره فى علمية من عمليات الهدم المهمة يطلق عليها (glycogenolysis) فى صورة أقرب لسلسلة متشابكة حلقاتها تماثل وحدة الجلوكوز تتكسر إلى حلقاتها الأولية.
يحصل الجسم على ما يحتاجه من طاقة بتكسير الجليكوجين إلى جلوكوز لكنه يحتاج لاحتياط يستمده من عملية مماثلة يتكسر فيها البروتين وإن كان بصورة أقل.
إذ مرت اثنتا عشرة ساعة تقريبا ولم يتحقق القدر الكافى للجسم من سكر الجلوكوز فإن الجسم يبدأ فى استخدام الجليكوجين المدخر فى العضلات. نظرا لأهمية العضلات لتوازن وحركة الإنسان فإن الجسم يبدأ فى استخدام الدهون المدخرة فى الجسم والتى تقدر بـ7٪ من وزن الجسم لدى الرجال، 10٪ لدى النساء هذا إذا استمر الصيام بلا انقطاع لأيام تالية واقتصر ما يتناوله الإنسان على الماء فقط حتى يصل الإنسان لنقطة لا رجعة منها هى المجاعة (starvation) فتبدأ مضاعفات عديدة فى الظهور، أهمها اضطراب نبض القلب، اختلال نسب السوائل فى جسم الإنسان وتساقط الشعر وتراجع وظائف المخ والفشل الكلوى.
صيام رمضان يختلف فى أثره فهو صيام يتبعه إفطار لذا فيه يمكن الإنسان السليم صحيا والذى لا يعانى من أى خلل فى وظائف أعضائه ــ كالإصابة بمرض السكر أو أمراض القلب والشرايين أو الفشل الكلوى وغيرها من الأمراض التى تسبب خللا واضحا فى عمليات التمثيل الغذائى ــ أن يصوم إذا أدرك كيف يمكنه خلال فترة الإفطار أن يعيد التوازن إلى جسده فيمده بكل ما افتقده ويعده لصيام يوم جديد وأن يراجع معلوماته عن الصيام حتى لا تضيع الفرصة فى أن يؤدى الفريضة ولا يحصل على بعض ما أراده إلى جانب ذلك:
● هل الصيام يحقق نقصا فى الوزن؟
يجب أن نعى الفرق بين الصوم وانتهاج نظام غذائى قليل السعرات بغرض إنقاص الوزن. حينما نصوم فإن الجسم يعمد إلى ترشيد إنفاق طاقته فتخفض معدلات الهدم والبناء فى الجسم ويلجأ لمدخراته من الطاقة فيبدأ بالجليكوجين فى الكبد. ربما تفقد بعضا من الوزن فى البداية لكن جسم الإنسان وراثيا مبرمج على مقاومة أثر الصيام، حينما تأكل أقل فإن الجسم يقابل ذلك بتخفيض معدلات عمليات التمثيل الغذائى فإذا عدت للأكل بالطريقة الطبيعية عاد مرة أخرى لمعدلاته الطبيعية.
لذا لا تنتظر أن ينخفض وزنك بصيام رمضان ولا تسعى لأن يزيد إلى درجة قد تضر إذا ما استسلمت للعديد من أطباقه الشهية خاصة الغارقة فى الزبد والسكر.
انتبه للخضروات الطازجة والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والأسماك واللحوم الحمراء.
● هل يخلص الصيام الجسم من السموم؟ الجلد والكبد والكلى والقولون هى أعضاء الجسم بالغة الذكاء التى تخلص الجسم من السموم أولا بأول، الأمر الذى ينتهى بها فى العرق والبول والبراز. كل الدراسات الموسعة الحديثة تشير إلى أن الجسم لا يحتاج لقوى خارجية للتخلص من السموم بل هو مهيأ لذلك إلا فى حالات الخلل فى وظائف تلك الأعضاء، لكن الصيام قد يعطى فرصة لتلك الأعضاء للراحة بعض الوقت من تبعات العمل الدؤوب المستمر.
● هل الصيام يطيل العمر ويقى من الأمراض؟ يتمهل العلم قليلا أمام أثر الصيام على جهاز المناعة إذ تذكر دراسات حديثة أن الصيام يدعم جهاز المناعة. رغم أن الأعمار بيد الله سبحانه فإن العلم يقارن متوسط أعمار من يصومون بمن لا يقدمون عليه فتأتى النتيجة لصالح من يصومون. الصيام أيضا له أثر على نسبة الدهون فى الدم فهو يتسبب فى خفض معدلات الكوليستيرول الردىء وزيادة النوع الجيد الأمر الذى يحتسب لصالح الوقاية من أمراض الشرايين سواء شرايين المخ أو التاجية للقلب.
● هل يختلف الصيام فى أغسطس؟
نعم بلا شك يختلف الصيام فى الشهور الحارة إذ يفقد الإنسان قدرا من الماء قد يعرضه للجفاف ومعه يفقد أيضا قدرا مهما من الأملاح قد يعرض لاختلاف توزيع السوائل فى الجسم. فقد سوائل الجسم دون تعريضها قد يتسبب فى هبوط ضغط الدم الحاد الذى قد ينتهى بالإغماء. طوال ساعات النهار التى تتجاوز خمس عشرة ساعة وغياب السكر قد يتسبب فى نقص نسبة الجلوكوز فى الدم الأمر الذى يعد من المتاعب الصحية الخطرة. لذا فعلى الإنسان أن يتنبه إلى ما يحقق له التوازن البيولوجى أثناء الصيام.
الماء: هو العنصر الغذائى الذى لا يستطيع الجسم السليم إدخاره لذا فمن الممكن أن يعيش الإنسان أياما طويلة بلا غذاء لكن غياب الماء فيه نهايته فى فترة قصيرة.
الماء هو الوسط الذى تجرى فيه كل العمليات الحيوية فى الجسم ويدخل فى تركيب الدم وكل الأنسجة والخلايا حتى السائل الليمفاوى والنخاع.
نقصان الماء فى الجسم هو أول ما يجب أن يسعى الإنسان لتعويضه فى فترة الإفطار لكن بصورة حكيمة لا تتعارض مع عملية الهضم التى تبدأ بعد الأكل مباشرة.
تناول الماء على فترات منتظمة من الإفطار إلى الإمساك أمر حيوى وضرورى. قد يتناول الإنسان الشاى والقهوة والعصائر والصودا مدركا أنها تحتسب فيما يحتاجه من ماء. بالفعل تحتسب لكن يجب التنبه لأن الشاى والقهوة من مدرات البول وأن الصودا من الصوديوم الذى يساهم فى احتباس الماء فى الجسم وارتفاع الضغط وأن العصائر سكريات لذا فشرب الماء الصافى هو ما يروى الجسم حقا ويحافظ ترويته السليمة.
الماء أيضا فى الفواكه والخضروات خاصة الخيار، الكرفس، الهليون، البطيخ والشمام والكنتالوب.
العصائر الطازجة مصدر مهم للمعادن خاصة عصير الخضروات الذى نتجاهله دائما فى حضور العصير الرسمى للفاكهة. عصير الجزر والطماطم مع الكرفس أو التفاح الأخضر مع الجزر والكرفس والبرتقال أحد العصائر عالية القيمة قليلة السكر، كوب واحد منه فى السحور يمدك بكل ما تحتاجه من معادن وفيتامينات لليوم التالى.
الحساء:
هو أول ما نبدأ به الطعام كمقدمة للهضم الجيد إذ إن الحساء الدافئ يهيئ المعدة للعمل وإفراز الإنزيمات الهاضمة. الماء فى الحساء يحتسب لصالح تروية الجسم ويمكن بالطبع اختيار أنواع من أكثر فائدة مثل شوربة الطماطم وعيش الغراب التى تعلو فيها قيمة البروتين إلى درجة تقارب اللحم إلى جانب حساء البروكلى، الكرفس، الخرشوف.
● غذاء متوازن
بعد ساعات من الصيام يجب أن يبدأ الإنسان بما يطلق قدرا سريعا من الطاقة يحتاجه. الإفطار على التمر عادة صحية متوارثة أو نصف كوب من عصير الفاكهة. أما السحور فيجب أن يضم الأطعمة التى يتمهل الجسم فى هضمها حتى تطلق طاقتها بصورة بطيئة تغطى ساعات الصيام من أهم أمثلتها التبول خاصة الفول والحمص إلى جانب النشويات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، البطاطس، المكرونة المصنوعة من القمح الكامل.
يجب أن تحفل مائدة رمضان بباقة من كل ألوان الخضروات الطازجة والمطهوة على البخار إذا أردت بالفعل صوما صحيا الجزر، الفاصوليا الخضراء، السبانخ، البروكلى، القرنبيط، الباذنجان، الطماطم، الخرشوف، الهليون كلها أمثلة لمفردات صحية تنوعها قادر على أن يمد الإنسان بكل ما يحتاجه من فيتامينات وعناصر نادرة.
يمكن بلا شك أن تحل الفواكه إلى حين محل ما نعرف من الحلويات الشرقية والتى قد لا يخلو منها الأمر بالطبع.
منتجات الألبان قليلة الدسم وأهمها الزبادى واللبن الرايب لا تقف عند حدود المعاونة على الهضم إنما أيضا تعد مصدرا مهما للكالسيوم الذى يسهل امتصاصه عما يتناول كأقراص إذا ما أخذ من منتجات الألبان. المكسرات خاصة عين الجمل واللوز والفستق
الحبوب الكاملة: الحمص المسلوق، رقائق الشوفان، القمح.
قد يبدو الصيام فى أغسطس مشقة لكنها مشقة محتملة ومن الممكن تجاوزها بل والاستمتاع بها متى صدق العزم وخلصت النية وانتبهنا إلى ما يدعم صحتنا ويعززها فى مواجهة نهاراته الطويلة وحراراته القاسية.
| |
|