والد الامام الجليل عبد الله بن المبارك أرسله سيده لصيانة الرمان ، وبعد مدة طويلة خرج سيده إلي حديقته وطلب منه أن يأتيه برمانة حلوة فأتاه بواحدة فوجدها حامضة فأمره أن يأتيه بأخري فأتاه فوجدها حامضة كذلك فقا له عجبا لك يا غلام لك في الحديقة شهران ولا تعرف حلوه من حامضه ؟!
فقال له مبارك وانت إنما قلت لي صن ولم تقل صن وكل فوالله لا أعرف حلوه من حامضه
فلما رأي السيد دينه وصلاحه وأمانته ما رأي قال له ( يا مبارك إن لي ابنه كما علمت وخطبها مني الأمراء وأنا الأن أستشيرك فيها )
فقال له ( يا سيدي لتعرف أن الناس في أمر الزواج علي ثلاثة أصناف : فناس يرغبون في مصاهرة ذوي الحسب وهم العرب وناس يرغبون في مصاهرة ذوي المال وهم أبناء زمانك وناس يرغبون في ذوي الدين وهو ما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه فاختر لأبنتك أي الأقسام شئت )
فقال سيده ( لا أختار ما كان عليه الصحابة وقد رأيت من دينك وصلاحك وأمانتك ما رأيت وأنا أحب أن ازوجها منك
فقا ( يا سيدي أو تهزأ بي ؟
فقال ( لا والله مثلي لا يهزأ ولكن قم بي نستشير في هذا الأمر
فدخل سيده علي أمة الأبنة فعرفها بما رأي وبما عرض عليه
فقالت له
أنت وما تريد
فقال لها ( وإن رضيت أنت فقد لا ترضي الابنة قومي فأعرضي عليها الأمر
فعرضت الأمر عليها فقالت لا أمر لي معكم
فزوجها منه فولدت له عبدالله المبارك الذي طبق الآفاق بعلمه وزهده وكرمه وعلو رايته
هككذا تزوج حارس الحديقة من صاحبة الحديقة