الحساب يوم القيامة

تقوم العقيدة الاسلامية علي الايمان بأن الله تعالي سيحاسب البشر يوم القيامة‏..‏ وحساب الله تعالي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة‏,‏ ولا يفلت ذرة ولا أقل من الذرة‏,‏ وثمة قاعدة أساسية تحكم الحساب.
وتنبئك بدقته قوله تعالي ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم‏,‏ ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا‏,‏ ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم‏.‏ سنري يوم الحساب أن الإنسان كان خاضعا لرقابة رهيبة دون أن يدري‏,‏ وسنري يوم الحساب أن إنكار المنكرين لا يجديهم وأن محاولات الافلات لا تنفعهم‏.‏
إن الله يشهد عليهم‏..‏ والأرض تشهد عليهم وصحف الملائكة تشهد عليهم‏..‏ وكتب الأعمال المسجلة تشهد عليهم حتي الألسنة والأيدي والأرجل تشترك في الشهادة‏,‏ كما يشترك سمع الناس وأبصارهم وجلودهم في الشهادة‏.‏
كيف تشهد الأرض علي الناس؟ روي الرسول صلي الله عليه وسلم أن الأرض تشهد علي كل عبد وأمة بما عمل علي ظهرها‏.‏ كيف تشهد كتب الأعمال المسجلة علي الناس؟ تأمل قوله تعالي وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه‏,‏ ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا‏,‏ اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا‏.‏
كيف تشهد الألسنة والأيدي والأرجل؟ انظر قوله تعالي يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون‏,‏ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق‏,‏ ويعلمون أن الله هو الحق المبين‏.‏
‏...‏ إذا فرغ الله من حساب عباده‏..‏ أدخل أصحاب الجنة الي الجنة ودفع بأصحاب النار الي النار‏.‏
الايمان بهذه الحقيقة جزء من الايمان بالله تعالي‏..‏
لا يصح ايمان إنسان يؤمن بالله وينكر الجنة أو النار‏..‏ وصحيح أن الجنة والنار غيب كالملائكة واليوم الآخر وأسلوب الحساب‏..‏ ولكن الله حدثنا عن هذا الغيب فوجب الايمان به‏.‏