الجنة والنار

يبشر الله تعالي عباده المؤمنين بالجنة‏,‏ ويخوف الكافرين بالنار‏.‏الجنة غيب والنار غيب‏,‏ وكل ما ذكر عنهما من ألفاظ تصف النعيم أو العذاب إنما هي ألفاظ ذكرت لتقريب المعني من الذهن البشري بمعني أن حقيقة نعيم الجنة أكبر من تصورات البشر‏,‏
وكذلك عذاب النار‏.‏ يحدثنا الله تعالي عن الأسباب التي دفعت المجرمين لدخول الجحيم قالوا لم نك من المصلين‏,‏ ولم نك نطعم المسكين‏,‏ وكنا نخوض مع الخائضين‏,‏ وكنا نكذب بيوم الدين‏,‏ حتي آتانا اليقين‏.‏
اليقين هو الموت‏..‏ ماتوا قبل أن يتوبوا‏,‏ ولهذا تجاوزتهم رحمة الله‏..‏ أيضا يحدثنا الله عن صفات أهل الجنة وأسباب دخولهم لها فيقول‏:‏ إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن‏,‏ ومن أوفي بعهده من الله‏,‏ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به‏,‏ وذلك هو الفوز العظيم‏.‏
تقوم العقيدة الإسلامية علي الإيمان بنعيم الجنة وعذاب النار‏,‏ ويحكم هذا الإيمان إدراك بأن نعيم الجنة وعذاب الجحيم ليس نعيما حسيا فحسب‏,‏ وليس عذابا حسيا فقط‏,‏ ثمة نعيم معنوي أكبر من النعيم المادي‏,‏ وثمة عذاب معنوي أقسي من نيران الحريق‏.‏
ماهو أعلي نعيم في الجنة‏,‏ وماهو أرهب عذاب في النار ؟ تجاوز بفكرك فواكه الجنة وحورها العيني ولحم الطير وكل أنواع المتع‏.‏
وتجاوز بفكرك نار الجحيم التي تشوي الجلود وتصهر البطون‏..‏ تجاوز هذا كله وارتفع أكثر لقول الله تعالي في صفة أهل الجنة‏:‏ وجوه يومئذ ناضرة‏,‏ إلي ربها ناظرة ثم تأمل قوله تعالي في صفة أهل النار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‏.‏
إن الله تعالي يحجب ذاته عن أهل النار غضبا عليهم ويكشف نور حجابه الأقدس فيراه أهل الجنة‏...‏ هل أي عذاب أو نعيم تسأل بعد ذلك؟