الله الصمد

الصمد هنا صفة من صفاته سبحانه‏,‏ وهي تعني السيد الذي لاسيد معه‏,‏ وهي تعني السيد المتناهي في السيادة‏,‏ وهي تعني صاحب المجد والسؤدد‏,
‏ وهي تعني السيد المقصود في حوائج الخلق‏,‏ وهي تعني السيد المطلق الذي بيده ملكوت العطاء كله‏,‏ وليست هناك مقارنة بين سيادة الخلائق وسؤدد الله عز وجل‏,‏ فالخلائق تعطي مما أعطاها الله وينفد عطاؤها عند حد معين‏,‏ أما الصمد سبحانه وتعالي فيعطي من خزائن العطاء التي لاتنضب‏.‏
هذه هي القاعدة الثانية من قواعد التوحيد‏.‏
القاعدة الثالثة من قواعد التوحيد أنه سبحانه لم يلد ولم يولد‏.‏
تعالي عن أن يلد أو يولد‏,‏ لأنه مامن شيء يولد الا وسيموت‏,‏ ومامن شيء يموت الا سيورث‏,‏ والله تعالي عن هذا كله‏,‏ فهو الحي أبدا‏,‏ وهو الوارث الباقي أبدا‏.‏
تصحح سورة الاخلاص هنا عقائد الذين قاسوا الألوهية علي القوانين البشرية‏,‏ يقول الله تعالي للانسان انك تولد وتلد‏,‏ وتموت وتورث‏,‏ وكل شيء في الكون يخضع لدورة الميلاد والنمو والانحلال والموت‏,‏ وهذا كله جائز في حق البشر والخلائق‏,‏ أما خالق البشر والخلائق فتعالي عن هذا كله‏,‏ فوجود الله قديم‏,‏ وهو سبحانه يمتد في الأزل من قبل أن يخلق الأزل وهو يمتد في الزمان من قبل أن يخلق الزمان وهو يهيمن علي المكان من قبل أن يخلق المكان‏.‏
لا قبله سبحانه‏..‏ كان الله قبل أن يوجد القبل والبعد والزمان والمكان‏,‏ هو الأول وهو الآخر‏,‏ خرج الوجود بكلمة منه سبحانه‏,‏ وسيذوب الوجود بكلمة منه سبحانه‏,‏ ثم يعيد بعث الوجود بكلمة منه سبحانه‏.‏