Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: (رزق الله) السبت سبتمبر 25 2010, 10:34 | |
| المعرفة أنواع عديدة, منها معرفة الإنسان لنفسه, ومنها معرفة الإنسان لأسرار المادة وطبائع الأشياء, ومنها معرفة الإنسان لربه, وهذه المعرفة الأخيرة أخطر من دقات قلب الإنسان للإنسان. ونحن نعرف أن توقف القلب يكون إيذانا بالوفاة ولكننا لا نعرف أن توقف معرفة الإنسان بالله تعني وفاة الوعي الإنساني, وأخطر أنواع الموت موت الأحياء المعني الذي لا يدركونه. وهذا ما يكرهه الله لعباده.. أن يكونوا قلوبا لا تشعر, وعقولا لا تعرف, وآذانا لا تسمع, وعيونا لا تري.. لهذا دعا الله الخلق إلي عبادته, وأفهمهم أنه غني عن عبادتهم.. غني عن انتظار الرزق منهم, إنما هو الذي يطعمهم ويرزقهم.. وتنفد رزق يسوقه إليهم هو دعوتهم إلي معرفته وعبادته. تشحب كل أنواع الرزق جوار هذا الرزق.. ونفد كل أنواع الرزق, ويبقي هذا الرزق.. ماعندكم ينفد وما عند الله باق. أعظم رزق معنوي في الدنيا هو العبادة, ويتمثل هذا الرزق في الأذن لعباده أن يعرفوه والسماح لهم أن يعبدوه ولولا لطفه بالخلق وحنانه عليهم ما قدم إليهم مجد عبادته ومعرفته. إن الله تعالي غني عن عبادة العابدين وهو المتعالي علي إنكار المنكرين. ورد في الحديث القدسي قوله تعالي: يا عبادي, إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني, ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.. يا عبادي.. لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أنقي قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئا, يا عبادي.. لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. إنما يزيد العابد من ملكه هو حين يعبد الله.
| |
|