Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: الله.. والحرية الثلاثاء نوفمبر 16 2010, 20:04 | |
| الحرية قيمة عليا.. هي منحة من الله تعالي للإنسان, وليست هبة من نظام أو تنازلا من حاكم, وهناك موقفان يكشفان بجلاء كامل عن هذه الحقيقة. الموقف الأول بين الله تعالي وملائكته الكرام.. وفي هذا الموقف حدث الله تعالي ملائكته عن انصراف مشيئته إلي خلق آدم وجعله خليفة في الأرض.. قال تعالي في سورة البقرة وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون. نحن أمام عبارة يوحي ظاهرها بالاعتراض علي الله عز وجل والملائكة لايعترضون علي الله تعالي. ومن هنا ينصرف معني عبارتهم إلي الحيرة, لقد غابت عنهم الحكمة في مشيئة الله, ومن ثم رفعوا حيرتهم بين يدي الله, وكان الله رحيما بهم فهداهم في حيرتهم وأفهمهم أن هذا الخليفة لم يخلق للطاعة مثلهم, وإنما خلقه الله للمعرفة.. والعلم.. والقدرة علي الاختيار بعد ذلك. قال تعالي في سورة البقرة وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين(31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم(32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأههم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33). لقد علم الله ما أبداه الملائكة من دهشة, وعلم ما أخفوه من حيرة, وهداهم في حيرتهم واستمع إليهم بكرمه, ورد عليهم برحمته.. نفهم من هذه الآيات أن الله يعطي لملائكته حرية يستطيعون من خلالها أن يقولوا له: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: رد: الله.. والحرية الأربعاء نوفمبر 17 2010, 06:06 | |
| لم يغضب الله ـ وهو رب العالمين ـ من سؤال ملائكته عن آدم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء... لم يقل الله تعالي لملائكته: كيف تجرأون علي هذا القول؟ إنما أجاب الله عباده من الملائكة وهداهم في حيرتهم .. وهذا هو الموقف الأول الذي يكشف عن قدر الحرية الذي يمنحه الله لعباده ويجيء الموقف الثاني.. وهو موقف وقع بعد خلق آدم وأشار إليه الله تعالي في قوله في سورة( ص). إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين, فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين(27) فسجد الملائكة كلهم أجمعون(37) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين(47) رفض إبليس أن يسجد. كان أول ماشاهده آدم بعد خلقه مباشرة هو درس الحرية, وكان وقوع هذا الدرس أمام آدم يحوي مغزي عميقا, إن الستار يفتح علي خلق النوع الانساني بحوار يدور بين الله ـ جل جلاله ـ وعبد كافر هو إبليس. أنظر إلي تلطف الله معه.. وقوله تعالي ما منعك.. إن الله يعطيه حق مراجعة نفسه وإعادة النظر في موقفه ولكن إبليس يرد بكبرياء مشتعل.. أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. قال الله تعالي لإبليس: فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلي يوم الدين. إن تأمل هذا الحوار يبرز لنا قدر الحرية وأهميتها في نسيج الكون. كان الله تعالي قادرا علي خنق كلمة الرفض في فم إبليس, وكان يملك سبحانه أن يقتل إبليس أو يحيله إلي رماد ولكن الله تعالي منح إبليس ـ وهو جن فاسق ـ حق الحرية وحق الرفض وحق الحوار.
| |
|