Admin Admin
عدد المساهمات : 1631 تاريخ التسجيل : 16/02/2010
| موضوع: حكمة الله الخميس سبتمبر 23 2010, 07:40 | |
| ختلف حكمة الخلائق عن حكمة الخالق.. إن كل حكمة الحكماء تنبع من قطرة واحدة من بحار الحكمة الإلهية.. ولا تأخذ من الحكمة الإلهية ما يأخذه عصفور يشرب من النهر..
ولقد أخفي الله تبارك وتعالي حكمته عن الخلائق.. فحتي عباده المقربين من الملائكة لم يعرفوا حكمته من خلق آدم قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون. أخفي رب الناس حكمته عن البشر.. أعطي الناس من حكمته قدرا يمكنهم من الخلافة في الأرض وتحقيق مشيئته في عمارة الكون, وأعطي الأنبياء من حكمته قدرا أعلي يمكنهم من الدعوة إليه ورسم آفاق الكمال الإنساني. وأعطي عبدا من عباده: آتاه من لدنه علما مالم يعطه لنبي من أولي العزم الكبار.. إن موسي كليم الله تحير من سلوك الخضر ولم يصبر عليه ولم يفهم لماذا يخرق السفينة, ويقتل الغلام الصغير البريء ويصلح جدارا في قرية بخيلة أبت أن تضيفهما. لقد احتج موسي علي تصرفات العبد الذي آتاه الله من لدنه علما وحكمة فكان احتجاجه منطقيا بمنطق البشر. وكيف تصبر علي مالم تحط به خبرا, هكذا حدثه العبد العارف بالحكمة الإلهية. لقد بدا خرق السفينة عملا عدوانيا بينما كان جوهره الانقاذ, كما بدا قتل الغلام البريء جريمة كانت حقيقتها الرحمة, وعلي حين ظهر بناء الجدار عملا يخلو من المعني كانت حقيقته الاحسان والحفظ. تحير موسي أمام طرف من حكمة الله, وفقد صبره وهو النبي الكريم فكيف بالناس لو اطلعوا علي الحكمة الإلهية؟!!.. لهذا جعل الله تعالي أسرار حكمته وقفا علي ذاته.. كيف يتصور أن يكشف ذاته سبحانه وهو قد أخفي حكمته؟! | |
|